MENU
|
|
. |
. |
الخامـس من أكتوبـر
عــيد الجمهورية |
|
. |
. |
العثور على رفات فتاة أمازونية
إن من أهم الأشياء المفرحة والسعيدة التي تحققت لشعبنا الشركسي
في العصر الحديث هو قيام جمهورية الأديغي ، وها نحن اليوم نحتفل
بهذا الحدث الكبير ، وقد أصبح الخامس من شهر أكتوبرعيدا رسميا
لشراكسة ، ومواطني جمهورية الأديغي . فكل إنسان ، وكل مؤسسة ، أو
شركة أو مصنع تقدم ماأنجزته ، وتقدم ماعملته ، وتعرض ماحققته ،
ونحن |
|
|
|
. |
العاملون في مجال التنقيب ، والبحث عن
الآثار ، والمهتمون بإظهار معالم التاريخ ، وحقائقه ، وبما لدينا من
إمكانيات متواضعة ، وقدرات بسيطة ، وإن لم يكن عددنا يتجاوز عدة
أفراد نستخرج ما في باطن الأرض ، ونحاول أن نعَرِّف الناس بالماضي ،
ووقائع التاريخ ، وأحداثه . في هذا العام وإن لم يستطع متحفنا القومي
أن يقوم بعمليات تنقيب ، وحفر واسعة ، وعلى المستوى المطلوب ، فقبل
أيام قلائل ، ولما قمنا بجولة في ربوع الأديغي عثرنا على أشياء عجيبة
. وقد قمنا أنا أصلان تو والسيد نور بي لوباتش المنقب الشركسي
المشهور ، والسيدة فاطمة بشه بي التي تشغل منصب رئيسة الدراسات
التاريخية والأثرية في العصور الوسطى بالمتحف القومي لجمهورية
الأديغي بأعمال حفر في منطفة التوتشج . وبالقرب نت قرية تويحابله ،
وفي المكان الذي انزاحت عنه المياه عثرنا على أفران ، ومواقد لتيبيس
، وتجفيف الأواني المنزلية من مادة الخشب اليابس والمجفف ، وتعرفنا
على الفترة الزمنية لها ، وكيفية صنعها ، وتوصلنا إلى أن عمرها يصل
إلى ماقبل ألف سنة خلت . وبمناسبة حلول الذكرى الحادية والعشرين على
قيام جمهورية الأديغي نظمنا عمليات حفر، وتنقيب في مناطق جمهورية
الأديغي ، وأغنينا متحفنا الوطني بقطع أثرية جديدة . في سنة ( 1992)
كنا قد قمنا بحفريات في الموقع القديم لقرية لينين حابله ، وهناك
عثرنا على جثة امرأة غنية في تل قريب ، وعلى قطع عجيبة ، وثمينة لتلك
المرأة آنذاك . في أوائل شهر تموز من هذا العام ، وأنا في طريقي إلى
قريتي تـَوي حَابله رأيت ماء النهر قد انخفض مستواه وبصورة كبيرة ،
بأوقفت الحافلة التي كنت أستقلها ، ونزلت منها ، وأخذت أسير بمحاذاة
النهر ، ولما بلغت التل ، وجدت أن المياه قد جرفت التراب الذي كان
على سطح التل ، حينذاك بدأت أتفقد المكان بدقة متناهية ، وأدقق النظر
حتى رأيت حجرة كانت قبرا قديما ، ووجدت فيه قطعا زجاجية وبرونزية
صغيرة ، وعرفت من لون القطع الزجاجية القريب من الذهب أنها قطع من
أواني الزجاج القديم ، ومثل هذه الأشياء الثمينة كانت توضع في قبور
الأغنياء في زمن شرمت مُوطة ، وهذه القطع في الماضي والحاضر يزيد
ثمنهاعلى سعر الذهب ، وبعد أن مستها بالطين أخفيتها عن الأنظار ،
ولدى وصولي إلى البيت اتصلت بالمتحف ، وطلبت منهم أن يصلوا إلى
المكان في اليوم الثاني ، وذهبنا معا في الصباح الباكر إلى الموقع ،
وبدأنا عملنا كانت العظام والأشياء المدفونة مغطاة بطبقة رقيقة من
التراب حيث فعلت عوامل الطبيعة فعلها فيه ، وبمنتهى الدقة والحذر
أخذنا نلتقط قطع الزجاج ، كما قمنا بتنظيف الجرة التي كان لها مقبض
عريض ، وقد عثرنا على رفات عظام امرأة غنية كان وجهها باتجاه الجنوب
الغربي ، ووسد لإلى جانيها أخويها ، كانت المرأة ممدة على ظهرها ،
ويداها ممدودتان إلى جنبيها ، أما أحد اخوتها فكان راقدا على بطنه ،
ورجليه مفتوحتان على الطرفين ، أما الآخر فكان ممددا على طرفه ،
ووجدنا قربه الشكيمة الحديدية للجام موجودة بين أسنان الحصان ، وكان
على طرفي اللجام قطعتين رقيقتين من التنك ، وأخذنا القطع الذهبية
الموجودة على سير اللجام ، كما كان يوجد على رقبة الحصان أيضا خرزات
زجاجية ، وكان على يمين الرأس جرة صغيرة من الفضة لها أذنان كبيرتان
وبالقرب منها أحجار كريمة ، وثمينة يزيد عددها على خمسين قطعة ،
وكانت موضوعة على هيئة رأس غنمة وكان مطرزة على قبعة ، وكان الرأس
محاطا بمطرزات ذهبية ، ورأينا عند رسغ اليد اليسرى سبعة أوعشرة قطع
من القماش عليها كتابات مطرزة ، وعند العنق وجدنا حبات كبيرة من خرز
اليانتار، وعلى طرفها الأيمن وعند أضلاعها الرقيقة وجدنا دبوسين من
البرونز ، وبالقرب منهم شاهدنا مرآة مستديرة مزركشة ، ومزينة ببعض
الكتابات ، وفي اليد اليمنى رأينا اسوارة وخاتما ذهبيا ، وفي اصبع
اليد اليسرى كان يوجد خاتم ملون ومرصع بفص من عدة أنواع من الزجاج ،
أما عند الركبة اليسرى ومن الطرف الأيمن فقد وجدت جرة زجاجية ، أما
ألوان الأواني الزجاجية فتختلف عن ألوانها اليوم حيث كانوا يجعلون
لونها يميل إلى الأصفرأو الأخضر ، وعند القدم اليسرى رأينا درعا
حديدية ، وقد أصابها الصدأ ، اما الدرع الذي كان يغطى به الحصان فكان
على يمين وأعلى أقدامه . لم اقرأ ، ولم أشاهد أبدا أقدم من هذا الدرع
الذي صنع لذلك الحصان ، ووجدنا الكثير من الأشياء التي زين بها سرج
الحصان حيث كانت موضوعة بين أعلى القدم ، والدرع ، وكانت قطعا كبيرة
ومختلفة ، ومزركشة بخيوط ذهبية وموضوعة ، وعلى شكل حدوة حصان ، أو
نصف بيضة ، وكانت مستديرة ، واستخرجنا أيضا مغرفة برونزية ، وأدوات
لزينة المرأة ، وأواني عظمية كانت توضع فيها أدوات الزينة والذهب ،
كما وجدنا القطعة البرونزية السميكة والمستديرة ، والتي كانت موجودة
على تاج الملك أو الملكة . ووجدوا على عظام المرأة قطعا من مادة
حمراء ، وقطعا صغيرة من الكلس منثورة حيث كانوا يعتقدون أنها تغسل
الميت ، وتطهره من ذنوبه وآثامه . يعود تاريخ الأدوات ، والقطع
الأثرية التي عثرنا عليها إلى ماقبل القرون الميلادية الأولى ،
ولامرأة دفنت في ذلك العصر . أما الدروع التي وجدناها فهي تبين أن
المرأة كانت ذات شأن ، ويبدو أنها كانت امرأة قوية ، ومحاربة ، إلا
أن الشراكسة لم يكن من طباعهم ، وعاداتهم أن يضعوا في القبر أدوات
حربية ، وأسلحة . في الروايات التاريخية القديمة أنه وفي ناحية تامان
كانت تعيش مجموعة كبيرة من النساء المحاربات ، ويطلق عليهن اسم "
الأمازونيات " ، ويمكن تحليل الكلمة باللغة الشركسية على النحو
التالي |
. |
. |
|
|
|
|
|