MENU





 

.

.

الخبيرة والباحثة في الشؤون والعلوم اللغوية

.

.

هي امرأة فريدة ومتميزة بثقافتها القومية ، وعـلومها وأدبها ، وأخلاقها ، تحمل شـهادة الماجستير في العلوم التاريخيـة والثقافـة القوميـة الشـركسـية ، وحصلت على لقب باحثة في أعلى مراكزالأبحاث والعلوم في روسيا الاتحادية ، ويمكن القـول أنها تناولـت في أبحاثها ودراسـاتها مختلف جـوانب الثقافـة القوميـة الشركسـيـة . قامـت ببحث

.

واختبارعـدد كبير من المسـائل والقضايا الشركسـيـة ، حيث أجـرت دراسـات هامة حول الأعمال والحـرف اليدويـة ، والمصنوعة من الحديد والـفضة والذهــب ، وكتبت العديد من المقالات والأبحاث المتعلقة بها ، وفيما يتعلق بطبيعة الشراكسـة ، وأنماط عـيشهم ، وزيـهم ، وعـاداتهم ، وأسـاليب عـملهم ، وحـرفهم ، وأطعـمتـهم ، ودورهم ، و علاقاتهم وحياتهم الأجتماعية ، ومثلهم ، وقيمهم . من هي هذه الـمـرأة .الشركسية ؟ انها السيدة ميرة ونرقو التي أصدرت كـتبا تعليمية دراسـية منهجـيـة للتلاميذ من الـصف الأول وحتى الصف التاسع واسمتها \" الـعادات الشــركسـيـة \" Ад ыгэ хабзэ ، وأبـرزت فـيها أن العادات الشركسية كانت أشبه بدســتـــور، ونظام حياتي للشعب الشركسي واستطاعـت أن تمتاز بأسلوب خاص ، ومـتميز في أبحـاثها ودراسـاتها ، واخـتباراتها العلميـة ، فعلى سبيل المثال فهي اعــتمدت على مبدأ جمع ولملمة التـراث والموروث القـومي الشركسي ، فأخــذت تجمع دون كلل أو ملل ولمدة خمس وأربعين سـنة كل مايـتعلق بحياة وأخبار الشراكسة وثقافـتهم ، وعلـومهم ، ولم تقتصر دراساتها ونـشـاطاتـها ضمن حـدود جمهورية الأديـغي بل تعدت ذلك فوصلت الى مناطق الشـابسوغ على البحـر الأسـود ، كما سـافرت الى بلــدان المهجر ، حيث قامـت بتسع رحـلات عـلميــة الى تركـيا ، ووضعت معظم ماجمعته في المتحف القومي لجمهورية الأديغي ،وقد عملت هي في المتحف من قبل ولسنوات عديدة ، وأغنت مركز الأبحاث العلميـة بما جمعته ، وصارت مــن اللبنات الأولى للمركز الذي افتتح سنة ألفين ، وهي فـــي عـمـلها تــربط الـقضايا والـمسائل بعضها في بعض ، وفـي نسـيـج منطقي مـحـكم ، ولاتستخف بالخبر أو المعـلومة مهما كانت بسـيطة ، فتأخذها وتحللـها ، وتربـطها بأسبابها ، وبالأمـور . والمسائل الأخرى والمتعلقة بـها ، فهي تمتلك قـدرة فائـقة على الجمع والتحليل ، وربط الأسباب بالأحــداث ، واسـتخلاص النتائج والعبر منها . فـفي سـنة 1973 من القرن الماضي قامت الباحثــة ميرة ونرقو بأخذ معـلومــات قـيمـة من الصائغ سفربي سـِجـِحَ الذي يعيش بقرية بنجقواي وهـو من أسـرة تمتهن حرفة الصياغة فأبوه وجده كانا صائغين ، يعملان بصياغة الأدوات والقطع الشـــركسية الجميـلة والثمينـة من الـفضة ، ومن خلال ماقامت بجمعه من أخبار ومعلومات ،ومارواه لها عن أسرارمهنته قامت الباحثة بربط كل ذلك بما كان لدى الشراكسة القـدمـاء من معارف وعلوم وخبرات حــول صياغـة الأدوات والقطــع الجميـلة والنـادرة من الذهب والفضة ، ومن خلال المقارنة التي أجرتـها وصلـت الى نتـائـج فــي غايـة الأهميــة والعمق ،وأظهرت ماكان لدى أجدادنا من خبرات واسعة في هذا المجال . ان الأعمال الحرفية الشركسية في العصور القديمة لم تتوقف شــهرتها عند حدود روسيا ، بل تعدتها ، ودخلت في مضمار الحضارة والثقافـة العالميــة وكانوا في ذلك أنموذجا ومثلا يحتذى . ومن خلال ماقامت بجمعه ودراسته طوال نصف قرن من الزمن ، استطاعت أن تتلمس خطوط المستقبل وتتنبأ بمعالمه. ان الشعب الذي لاتتزايد أعداد أفراده ، ولاتـنمو لغته وتـنتشر وتـتوسع ثقافته سـيـتقـوقع ويتقلص ، وينحسر، وستنطفئ شعلته بعد ذلك . عملت ميرة ونـرقـو مُدرِّســة بجامعة جمهورية الأديغي، ولأكثرمن عشرين عاما تدرس التاريـخ الشـركسي ، واشــتغلت في معهـد تطويـــر خـبرات المـدرسـين ، وشـاركت في نشاطات مشـروعـــات صناديـق وجمعيـات مختلفة فـي الأديــغـي وروسيا ، وحصلت أكثر من مرة على مكافآت ، وجوائز مالية ، وكتبت الباحثة أكثر من مئة مقالة أو بحث ، وتقول السيدة شـَمْسَتْ أبـَسـَه ْ :عندما دخلت الكلـية التي تعمل فيها أريد أن أرى السيدة ميرة ونرقو استقبلتني الطالبات بفرح، فهـي تحظى بحبهن وتقديرهن العالي لـها ، ونحن نعمـل ومنــذ سـنوات عـديــدة معا ، وقبل ذلك اشتغلت معها في الـمتحف القومي لجمهورية الأديـغي ، وكـنت أنـظم رحلات علمية معتمدة على أعـمالها ، ومقالاتها ، وكتاباتــها التي تتســم بالعمق والغـنى والجـمـال ، بحــيث لاتسـتطيع أن تجــري فيها تعـديلا ، أو أي تـغيـير . وان ذكروها في المتحف فـتيصفـونـها بأنـَّها اختصاصيــة ومـــن الـطــراز الأول ولامثيل لها . تتمتع ميرة بحدة الذكاء وقوة الذاكرة ، فان قــــرأت شـيئـا انغـرس في ذهـنها ، وانطبـع في ذاكرتـها ، وبـصورة متناسقة ومنتظمة ، وأنا أعـتـبــــر الكتب التعليمية التي قامت ميرة بتأليفها \" العادات الشركسية \" كـُتبا تـربـويـــــة لا مثيل لها ، ولم يؤلف مثلها حتى الآن ، وتمتاز بنظرتها ورؤيــتها الواقـعـيـــة والعلمية ، فهي لاتنظرالى الأشـياء نظـرة كلاســيـكــيـة جامـدة ، فـكما يجــري الزمن ، وتتبدل الحياة ، تتغير القيم والمفاهـيـم الانـسانيـة في رأيها. تطرقـت في كتاباتها الى موضوعات متنوعـة ، فمنـذ أمـد قـــريب أعـدنا النظر في أعـمـالـها فريناها قد شملت التاريخ ، والثقافة ، والادب ، والأطعمة ، وجـوانـب الـحيـاة ، وحروب القفقاس ، ومالم تتحدث عنه وتتطرق اليـه هـو الأقـل تـقـول رئـيســة قسم العلوم الاثنوغرافية والذي يعرف بمكتب أيـدمرقان زفس الســيـدة مُْسْلـِمَت ْ لـَغـُوشـَه : ان نظـرت الى السـيـدة ميرة ونرقو ، فـانـك لاتحـس ومـن الـنظــرة الأولى أنها على هذا القدر من الفطنــة والذكاء ، الا أن عـمق فـهـمها ، وسـعـة معرفتها يثير الدهشة والعجب ، أما حديثها فلطيـف ، وصوتها خافـت ورقـيــق لاتتكـلم بصوت عـال، وتعمـل بجـد وهــدوء واضعة كـل اهتمامـها وطاقـاتــهـا وملكـاتها في عملها . يحبها طلبتــها ويحضرون محاضراتـها ، ولا يتهـربـــون من حضوردروسها ، وهي لا تؤنبهم ان لم يتمكنـوا من تقديـم امتحــانـاتــها فـي موعدها ، وتعطيهم ومن وقتها فرصة أخرى ، ثم تقوم باختبارهم ، وهي تستمـد قوتها وطاقـاتـها من طلبتها ، وعـملهـا ، فكـثيرا الى الـمحـاضـرة وهي متوعكة أو مريضة ، لكنها ورغم ذلك تحاضرأمامهم ولمدة تصل عـدة سـاعـات، ومــن يفوت عليه محاضرة يحس أنه فقد الكثير من المتعة والفائدة . وعـندمـا تريـد أن تكتب مقالة ، تقوم بقراءة كل مايتعلق بالموضوع أو الشخص الـذي تكتب عنه ، وتـوظف لـذلك الوقت الكــافي ولاأنسى عـندما كـتبت مـقالــــة عـن بروفـيـسـور الجامعة السـيد كازبيـك تشـرمت بمناسبة عيد ميلاده اليوبيلي حيث قرأت كل ما قرأه ، كما قـرأت الكـتاب الذي أصدره قـبل عشرين عاما عـن التربية الرياضية دون أن تهمل سطرا واحدا ، ورأت فيه أمورا عجيبة، وقال كازبيك لها آنـذاك : لاأتصور أن يكون أحد غيرك قد قرأه ايضا.وهذا مافعلته عندما كتبت مقالة عن البروفيسور باتربي برسر ، حيث قرأت جميــع أعـمالـه وكــتاباتـه ، وقالـــت أن باتربي تحدث وبصورة لامثيل لها عن الفعـل وحالاتــه ، أما حافظتها فمدهشة ، فهي تقول للعاملة في المكتبــة : انظـــري في الصفحة... رقم .....من كتاب .... الذي قرأته ، وصدر في تبليسي سنة .....، باختصار ان قلنا أنها لا تنسى ، فـقد لانكون مخطئين ومن سماتها وخصالها التي تستحق الذكر انها امرأة حـنونـــة وعطوفة ، فان شكوت من شيء أمامها ، فانـها تطمئـن عنك مرارا ، وحدث أن قصدت ابنتها مايــَه في مسألة صحية ، وهي طبيبــة تعمل في مركز باكوليف \" Бакулев \" لمعالجة الأمراض القلـبية ، وقالــت لــي ميرة : انه يتوجب عليك أن تتحدثي كثيرا الى موسكو وهذا يكلفك الكثير، فأرسلت لي هاتفها ، وأوصـت ابنتها أن تـقوم بأكــثر مما يـمليـه عـليها واجـبها ، وكانــت تتصل بـي يـومـيـــا ،وتطمئن على صحتي ، وهذه الصفة اكتسبتها مايـه مــــن أمها وقد سـاعـــدت الكثيرين من أقربائها وصديقاتها ، ومعارفـيـــها . تعيــش في مايــكوب بمـديـنة مايكوب منذ خمسة عشرعـاما ، وتحظى بحـب وتقديــرالناس ، وتهتم وتحرص على جميع أصدقائها ، ولاتـديــر ظهـرها لأحــد مـنهـم وربت أطـفالــها وبـهـذه الصورة ،وقد اختار ابنها نارت طريق والدته ، وأصبح مدرسا محـترما ، وقــد تـزود بعلــوم ومعـارف واسـعة ، أما ابنتها فهي وكـما قــلنا طبيبــة ، وتـواصل دراسـاتها العليا في موسكو ، وتهتم بمرضاها وترعاهم خير رعايــة ، وتـعرف ماعليها من واجبات ومسـؤوليات ، وتـقـوم بـها وعلى أحسن وجه . ربت ميرة أولادها لوحدها أحســــن تربية ، وتـقـول: انا راضيــة عـــن الله الــذي خلقـني ورحمني ، فكم تركت أولادي وحدهم في الدار ، وذهبت لعملي ، فحفظهم لــي وأحسن الي ، ونحن ندعو لها الله سبحانه وتعـالى فـــي عيد ميلادها أن يجعلهم ذاحظ سعيد ، ويجعل رزقهم وفـيرا ، ويمنحهم بيتا واسعا ومريحا ، فيحيوا مع أمهم الرؤوم عمرا مديدا وهنيئا .
الكاتبــة الصحفيـــــة : السيدة كوشناغو سيخو . الترجمة الى العربية : محمد ماهر اسلام

.

.