MENU





 

.

.

دينهم طاهر ، وهم صالحون ، وأتقياء

.

.

دينهم طاهر ، وهم صالحون ، وأتقياء . عَسْكر شحَلاخـُوَ
وقع حدث تاريخي هام في تاريخ جمهورية الأديغي ، وفي حياة الشراكسة ، وذلك في الأول من شهر آب سنة ثمان وتسعين ، وتسع مئة وألف حيث قام قادة روسيا الاتحادية ،

.

وبطلب رسمي من حكومة جمهورية الأديغي بإعادة شراكسة كوسوفو إلى أرض الوطن . ومنذ ذلك الوقت تواصل طريقها ، والذي أخذت تنتهجه بعد ذلك الحدث في تقوية صلاتها وروابطها مع جميع أشقائها الشراكسة الذين يعيشون في مختلف بلدان العالم ، وبموجب القرار الذي أصدره المجلس الاتحادي لروسيا الفيدرالية تأسست قرية مَف حَابله ، وأخذت تنمو ، وتكبر ، وتتوسع وتجري في شرايينها دماء الحياة ، وقد أجرينا لقاء صحفيا بمناسبة حلول هذه الذكرى ، والتي اعتبرت عيدا رسميا بجمهورية الأديغي تحتفل به كل عام مع رئيس لجنة توثيق الروابط والصلات القومية والإعلامية مع شراكسة المهجر السيد عسكر شحلاخو ليعطينا صورة نقية ، وواضحة عن حياتهم المعيشية ، والاجتماعية في هذه القرية الجميلة والوادعة .

ــ السيد عسكر : على أي أساس قانوني يتم تعاملكم مع شراكسة المهجر ؟ .
ــ الأساس القانوني الذي تقوم به عملية التواصل مع أشقائنا الشراكسة الذين يعيشون في مختلف بلدان العالم ، والذين عادوا إلى وطنهم الأم هو دستور روسيا الاتحادية ، والقانون الاتحادي الخاص بتحديد سياسة روسيا الاتحادية مع إخواننا الشراكسة الذي يعيشون خارج روسيا الذي صدر في الرابع والعشرين من شهر أيار سنة أ لف وتسع مئة وتسع وتسعين ، والقرار الذي أصدرته حكومة روسيا الاتحادية والمتعلق بهذه المسألة ، وقانون جمهورية الأديغي الذي صدر في الأول من شهر كانون الأول سنة ألفين وأربعة ، وهو يعلق بحياة الشراكسة العائدين في الجمهورية ، وبصورة دائمة ، والبرنامج الذي أعد للسنوات الممتدة مابين ( 2009 ــ 2011 ) ، والذي يرمي إلى أقامة علاقات مابين جمهورية الأديغي ، وكافة شراكسة المهجر ، والمحافظة على لغتهم ، وثقافتهم القومية ، والتاريخية ، وتنميتها ، وتطوير علاقات الصداقة ، والإخاء مع البلدان التي يعيشون فيها .
ــ كيف قدمتم مساعداتكم إلى أوائل العائدين ؟ .
ــ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، خيمت ظلال الحياة الديموقراطية على جمهورية روسيا الاتحادية، وبدأ الشراكسة في المهجرالذين يرغبون في العودة يرجعون. في البداية عادت ـ وبصورة فردية ـ خمس عائلات . بعد ذلك وبفضل الفرص التي قدمتها الحكومة الروسية زاد عدد العائدين ، وفي سنة ثمان وتسعين وتسع مئة وألف ، وعندما وقعت الحرب في البلقان ، وساءت أحوال شراكسة كوسوفو ، ووقعوا في محنة شديدة ، وبفضل المساعي والجهود التي بذلتها جمهورية الأديغي ، وروسيا الاتحادية تمت أول عودة جماعية في تاريخ الشراكسة ، فرجع إلى أرض الطن نحو مئة وخمسين فردا ، وقد اعتبرت جمهورية الأديغي ذلك اليوم الأغر ، وبقرار أصدره البرلمان عيدا سنويا تحتفل به الجمهورية كل عام ، ومنذ ذلك الوقت بدأنا نتعامل وبصورة رسمية مع قضايا ، وشؤون العائدين ، ويجدر بنا أن نوضح أيضا أنه جرى تشكيل صندوق مالي قبل وقوع هذا الحدث بعام ، وأنا عضو في هذا الصندوق ، ويساهم فيه إضافة إلى الشراكسة الروس والأرمن ، وغيرهم من القوميات الأخرى في الجمهورية . بعد الانتهاء من إعداد الأوراق الثبوتية اللازمة لافتتاح الصندوق ، وأخذت تدخل إليه التبرعات نشبت الحرب في البلقان ، وكوسوفو ، فقدم الصندوق الدعم المالي الأول للعائدين من كوسوفو ، وأخذت ترد الإعانات المالية من مختلف شراكسة العالم من تركيا ، وألمانيا ، والأردن وبلدان أخرى ، وبدأ المجتمع الشركسي في الأديغي يهتم ، ويرعى أمور وشؤون العائدين ، وبشكل فعلي .
ــ هل زاد عدد العائدين إلى أرض الوطن في السنوات الأخيرة ؟ .
ــ لا نستطيع القول أن هناك القول أنه قد زادت وبصورة كبيرة ، فعلى الرغم من أن الحصول على الجنسية قد أصبح في هذه الأيام أقل صعوبة إلى أنهم لم يستفيدوا من الفرص التي توفرت ، وأنا لا ألوم أحدا فلكل ظروفه الخاصة ، فبعضهم لا يريد أن يترك عمله ، والآخر لا يريد أن يشتت أسرته ، ولديهم مخاوف مختلفة من مثل صعوبة تعلمهم للغة الشركسية والروسية ، وأشياء أخرى ، وباختصار فالعودة ليست سهلة كما يعتقد الكثيرون ، فالانتقال من مكان لآخر يجعلك غريبا في المكان الذي رحلت إليه ولو كنت منهم ، والشراكسة عاشوا بعيدا عن أرض وطنهم نحو قرن ونصف ، وفي بلدان مختلفة ، وبعد عودتهم يحتاجون إلى قدر من الوقت ليتلاءموا مع ظروف حياتهم الجيدة ، ويحيوا وبصورة طبيعية .

ــ ما القضايا والشؤون التي تقومون بها ؟ وما هي الخدمات والأعمال التي تقدمونها للعائدين ؟ .

ــ من الواضح أن الشراكسة في سوريا لن يعودوا جميعا إلى وطنهم ، رغم شراسة الحرب التي تدور فيها ، وكنت قد سافرت إلى هناك مع وفد مجلس السوفييت الاتحادي ، والتقينا هناك مع مجموعة من الشراكسة ، وتحدثنا معهم ، وهم في شدة ، وضائقة حقيقية ، فمن جهة هم في أتون حرب مجنونة ، ومن جهة أخرى إن أرادوا العودة ، وفي أجواء مشحونة كهذه لا يمكن أن يتصرفوا بممتلكاتهم الخاصة من بيوت أو أراض ، كما أن أسعارها قد تهاوت بسبب الأحداث الدائرة فيها فالاهتمام بيوم العائدين ، وإعطائه ما يستحق من أهمية ، والاحتفال به ، وملاحقة شؤونهم ، وحل مشكلاتهم هو من بين أهم واجباتنا وأعمالنا ، إلا أن إجبار الناس على العودة شيء غير مقبول ، ولكن من يعد وبمحض رغبته ، فسنساعده ، ونقف إلى جانبه ، ومن لم يعد إلى الوطن علينا أن نتواصل معه ، ونتعاون معه ، وهذا ما تقوم به لجنتنا القومية ، وما يصدره قسم الخدمات الاتحادي لشؤون الهجرة والجوازات من قرارات نقوم نحن بنشره عبر مواقعنا على الإنترنيت باللغتين التركية والعربية . وبموجب البرنامج الذي أقر للجنتنا القومية والمعروف باسم " توثيق الصلات والروابط مع أشقائنا " قمنا هذا العام باستضافة مجموعتين من أطفالنا ، وناشئتنا الذين يعيشون في تر كيا ، والمجموعة الثانية التي نستضيفها تتألف من خمس وعشرين طفلا ، ويمضي هؤلاء أياما ممتعة ، وشيقة بمدينة مايكوب ، وقد نظموا لهؤلاء جولات سياحية في المناطق الجميلة ، والخلابة الموجودة في جمهورية الأديغي ، كما زاروا عددا من جبالنا الشامخة ، واجتمعوا ، وتعرفوا على أطفالنا ، وناشئتنا ، ونلتقي أيضا مع نشطاء شراكسة المهجر الذين يزرون جمهورية الأديغي ، ومن يرغب في البقاء ، والحياة معنا في الأديغي نقدم إليه مانستطيع من دعم ومساعدة ، ونحن لا يمكننا أن نمحو ما تركه التهجير ، وخلفته الغربة التي دامت نحو مئة وخمسين عاما من أثار سلبية وفي مدة قصيرة . نحن نريد أن ننفذ كل شيء ، وبسرعة ، ولكن هذا أمر في غاية الصعوبة ، إذ يتوجب علينا أن نعلم العائدين اللغة ، ونوفر لهم المأوى والعمل ، ونطبع حياتهم بأرض وطنه الأم ، وهذه القضايا والشؤون هي الأمور الضرورية والملحة ، والتي تقف أمامنا وبصورة دائمة . وكلما تـُحقق جمهورية روسيا الإتحادية ، وجمهورية الأديغي نموا وتقدما ، وتصاعدا في حياتها الاقتصادية ، فإن هذه الأمور والشؤون تصبح أيسر وأسهل .

ــ كم بلغ عدد العائدين إلى أرض الوطن حتى الآن ؟ .
ــ لا يتجاوز عدد العائدين الخمس مئة شخص ، ولكننا نقول أن العدد يصل إلى نحو ألف شخص ، ولكن ! من أين نأتي بهذا العدد ؟ هؤلاء العائدون نما عددهم ، وتزايد ، فقد تزوجوا ، وكونوا أسرا ، وصار عندهم أولاد وبنات ، كما صغار عندهم أحفاد ، فكبرت أسرهم ، ونمت ، وتعمقت جذورهم في أرض الوطن فبلغوا هذا العدد . وهذا يبهجنا ، ويسعدنا ، فشعبنا يزداد ويكبر ، وفي الآونة الأخيرة بدأ عدد الطلبة الذين يدرسون في الأديغي يزداد أيضا ، بعد أن قدمت إلينا روسيا الاتحادية منحا دراسية مجانية ، وهؤلاء الطلبة يواجهون اليوم صعوبات عديدة ، من مثل صعبة تعلمهم للغة الشركسية ، وعدم تمكنهم من استخدامها ، والتحدث بها ، وضرورة تعلمهم للغة الروسية ، ولدينا مخاوف في أن يفقد شراكسة المهجر لغتهم الأم ، ومن يتوجب علينا التواصل معهم ، والقيام بكل ما من شأنه أن يعمل على الحفاظ على لغتهم وثقافتهم ، وأحب أن أوضح أن معظم العائدين لديهم ايمان صحيح ، وهم أناس طيبون ، ونظيفون ومسالمون ، وعاملون نشيطون ، ويحترمون القانون ، ولا يخلون به ، ونحن نولي اهتمامنا الكبير، وعنايتنا بكل ذلك .
ــ المشكلة الأساسية التي تقف أمامكم هو إيجاد مأوى أو سكن للعائدين ، ما المخرج أو الحل الذي تجدونه لهذه المعضلة ؟ .

ــ إن لجنة تطبيع حياة العائدين بأرض وطنهم الأم تقوم باستئجار بيوت للعائدين ، وتدفع لهم أجور ثلاثة أشهر ، وقد استأجرت سبع شقق حتى الآن لسبع عائلات ، وخلالها تسعى اللجنة لتأمين عمل لهم ، كما تقدم إليهم المساعدة في عملية إعداد أوراق الحصول على الإقامة المؤقتة ، كما تـُقدَّم إليهم الإعانات ومن جهات أخرى ، وعديدة ، ويمكن أن يحصل من منح الإقامة عل قطعة أرض للبناء تقدر مساحتها بألف وخمس مئة متر مربع ، وقد أخذت خمس عشرة عائلة سورية أراض بقرية مف حابله ، وهم ون العائدين القدامى ، أما العائدون الجدد فلم يرفع أحد منهم أي طلب حتى الآن . ومن المشكلات التي يتعرض لها العائدون في هذه الآونة قصر مدة الفيزة التي تمنح إليهم ، والتي لا تزيد على أشهر ثلاثة ، وصعوبة الحصول عليها ، وضرورة الخروج من روسيا بعد انتهاء مدتها ، كما أن الحصول على الإقامة المؤقتة يحتاج إلى مدة تزيد على ثلاثة أشهر ، فبالإضافة إلى نفقات السفر فإن العائد من سوريا لا يستطيع العودة إليها ثانية للأوضاع الداخلية المتدهورة ، والحرب الدائرة فيها ، ومن أجل حل هذه المشكلة فإن أعضاء مجلس السوفييت الاجتماعي الاستشاري بجمهورية الأديغي وجهوا رجاء إلى قائد الجمهورية ، وزعيمها السيد أصلان تحاكوشنة ، وإلى الأجهزة التنفيذية والفيدرالية المختصة للإسراع في عملية منح العائدين من سوريا حق الإقامة بروسيا ، وقد أيدت لجنة توثيق الروابط والصلات القومية والإعلامية هذا المطلب الموضوعي وبقوة ، هذا وسيقوم زعيم الجمهورية بدراسته خلال هذه الأيام .

ــ الكاتبة الصحفية : السيدة فاطمة جاره .
ــ الترجمة إلى العربية : محمد ماهر إسلام .

.

.